vendredi 31 juillet 2009

أكادير سيصيض



أكادير سيصيض

قبيلـة أيت مـزال

حصن تاريخي يقع في قبيلة أيت مزال بدوار سيصيض أفلا واسيف مقام على جبل صخري جرفت منه عوامل التعرية تربته فظهرت صخوره ذات النوع المسمى ألوس ذات الألوان المائلة بين السواد والزرقة. كما أن شكل بنائه الهندسي المنيع يزيده روعة وجمالا فلا يمكن المرور حول جنباته ولا يمكن الوصول اليه الا من طريق واحد ولا يمكن الدخول اليه الا من باب واحد

ومعرفة تاريخ بنائه وكذا جميع الحصون (ايكيدار) المنتشرة بجبال الاطلس الصغير بسوس تعتريها صعوبات كثيرة بسبب ضياع وثائقها وعقودها وألواحها بفعل الحروب والسلب والنهب والاهمال سواء بين أهالي المنطقة أو بين القبائل أوحركات المخزن بواسطة جيوشه وقواده لاستخلاص الجبايات والاعشار فتتعرض هذه الحصون للنهب والدمار وهذا ما وقع لحصن أكادير سيصيض بقبيلة أيت مزال، وبالرغم من ذلك من الممكن التعرف على مراحله التاريخية بالبحث في علاقته مع باقي الحصون المتواجدة بجبال الاطلس الصغير وخاصة حصون قبائل ايلالن واداكنضيف وايكنكا والتي لازالت بعضها مستعملة لدى أهلها الى الآن. وبنظرة سريعة على الوثائق والرسوم المتوفرة لدينا لحد لحد الآن نستطيع توضيح أهم معالم تاريخ هذا الحصن
معالم من تاريخ أكادير سيصيض

ونظرا لارتباط أكادير سيصيض بحصون هلالة فيما يتعلق بتسلسل نسخ ألواحها الموحدة والمشتركة بينها في بنودها وفصولها ابتداء من أقدم الحصون وهو أكادير أجاريف منذ القرن 10 الهجري الى أحدث حصن أقيم في القرن 13 الهجري، نجد عند صاحب كتاب – تاريخ قبائل هلالة بسوس – في عرضه لتاريخ الحصون بجبال جزولة وهلالة أنه وجد مكتوبا على لوح حصن تكفرت أمر ملكي صادر من السلطان ابو العباس احمد الأعرج السعدي موجه الى قبائل جبال جزولة يأمرهم أن يثبتوا ويبقوا على أعرافهم وعوائدهم وقوانين حصونهم وأن يحكموا بتلك الأعراف والقوانين فيما وقع بينهم سواء في الحصون أو غيرها وذلك بتاريخ 938هـ موافق 1532م

ونستنتج من هذه الرسالة السلطانية السعدية، أن حصن سيصيض كان موجودا في القرن 16م

وفيما يلي جرد لتاريخ أكادير سيصيض عبر قراءة ما ورد في الوثائق المتوفرة لدينا من معاملات وأحداث لها صلة من قريب أو بعيد بهذه المعلمة، لتتكون لدينا فكرة عن مراحل ومعالم تاريخ هذا الحصن المزالي العريق

ففي سنة 1664م ورد في أحد الرسوم القديمة أقدم ذكر لحصنة سيصيض تكاديرت المقامة على قمة التلة المطلة على دوار سيصيض من جهة الشمال وهي عبارة عن برج مراقبة وحراسة دوار سيصيض وحصنه ولا زالت آثار هذه الحصنة قائمة الى الآن وقد أقامها الأولون لحراسة حصن أكادير سيصيض الكبير المقام على جبل صخري وبينهما مدخل جبلي طبيعي لدوار سيصيض الذي يقع شرق هذا الحصن بحيث لا ترى القرية في غربه في حين تظهر المساكن في شرقه وهي تطل بأسطحها ونوافذها على قبلة الدوار وشرق المنطقة

وفي سنة 1707م ورد ذكر أكادير سيصيض في عقد بيع لبقعة أرضية تقع في أمالو أوكادير، وقد ذكرت في الوثيقة بالاسم العربي ( ظل الحصن ) وهذا هو المعمول به لدى الموثقين السوسيين، تقريبا لفهم مدلول الأسماء الأمازيغية لدى الادارة المركزية المخزنية آنذاك، مما يدل دلالة واضحة على وجوده قبل هذا التاريخ

وفي سنة 1722م ورد ذكر حصن سيصيض في مجلس الحكم لدى القاضي سيدي محمد بن يحيى للفصل بين متخاصمين بدوار سيصيض والذي عين لهما القاضي موعد الجلسة وهو يوم الخميس 8 صفر 1134هـ ويوافقه عام 1722م وقد اشترط عليهما أن من تخلف منهما عن الحضور ينصف بغرامة قدرها 3 مثقال تِؤدى لنفاليس الحصن وهم أعيان القبيلة

وفي سنة 1723م عين ابراهيم بن احمد بن سعيد التدماوي أمينا لأكادير سيصيض

وفي سنة 1724م ورد في أحد العقود المتعلقة بأكادير سيصيض أن متعاقدين تنازلا لبعضهما البعض عن احدى غرف أكادير بجميع لوازمها كالزراب وتيضاف أي الحراسة والحضار أي واجب الحراسة

وفي سنة 1726م عين القاضي مقومين أي خبيرين من أبناء القبيلة أحدها من دوار سيصيض والآخر بدوار أكرضنسنين لتقويم دار منسوبة لعائلة كشتوك بسيصيض، متنازع عليها وتقع تحت الحصنة (دو تكاديرت) وقد رفعا تقريرهما للقاضي فقوماها بثمن 4 مثقال للبناء و4 مثقال للبقاع

وفي سنة 1734م نجد ذكر حصن سيصيض في عقد زواج حيث أعطى الزوج في صداقه لزوجته نصف داره المعروفة له في طريق الحصن على عادة أهل البلاد في صداقهم بسوس، وحدودها (قبلتها أيت وزكورن وغربها الطريق وجنوبها الجرف وشمالها أيت ابلقا) وهذه الحدود تكشف لنا أن أكادير سيصيض كانت تحيط به بيوت أهل الدوار في قمة الجبل وقد اندثرت هذه المساكن منذ القرن 19م حيث عمرت أسفل الحصن في القرن 19م ثم انتقل الدوار بأجمعه مرة أخرى في عصرنا الحاضر الى ضفاف الوادي جنوبا تاركا هناك أطلال بيوت الأجداد مهجورة

وفي سنة 1754م عينت القبيلة (جد عائلتنا) وهو الطالب امحمد بن علي بن موسى السيصيضي الامزالي أمينا وحارسا لأكادير سيصيض مقابل أجرة سنوية قدرها 6 مثقال بسكة زمانه

وفي سنة 1773م عزل (أي أوقف) الطالب امحمد بن علي بن موسى أمين أكادير سيصيض السابق ثلث داره بسيصيض لفائدة الحصن مقابل حراسته

وفي سنة 1778م ورد ذكر أكادير سيصيض في قسمة تركة عائلة أيت ويزكورن بسيصيض حيث اقتسموا جميع أملاكهم وتركوا بيوت الحصن على الشركة بين الورثة لاستحالة قسمتها بين الورثة

وفي سنة 1780م أوقف جدنا الطالب امحمد بن علي بن موسى بيته بأكادير سيصيض لفائدة زوجته مقابل ديونها الواجبة عليه لها من صداق وجهاز وسعاية وحقوق

وفي سنة 1780م وقع بحصن أكادير سيصيض تبريح (أي نداء) زوجة ضد زوجها داخل حصن أكادير بحضور نفاليس القبيلة بأنها خرجت من ضمانة زوجها بحيث تبرأت أمامهم من جميع التزاماته وأموره. وهذا يدل على أن هذا الحصن كان في غاية الاهمية بحيث كانت تفصل فيه قضايا الناس

وفي سنة 1784م تعرض أكادير سيصيض في عهد السلطان سيدي محمد بن عبدالله العلوي لهجوم القائد محمد بن مبارك الدليمي الهشتوكي عندما طلع بجيشه على أهل سيصيض ونهب دورهم وأموالهم وأتلف متاعهم ومزارعهم وداهم الحصن ونهب مخزوناته ومدخراته وقد أثر هجوم هذا القائد الجائر على حضارة قبيلة أيت مزال عامة ودوار سيصيض خاصة، ولم يترك لأهله قليلا ولا كثيرا من مآثره وكنوزه وثروته الثقافية والعلمية التاريخية، فاضطر السكان الى اعادة بناء ما دمره وجددوا ما ضاع لهم من متاعهم وأغراضهم حتى أعادوا نسخ وثائقهم ورسومهم وكتبهم التي أتلفها هذا القائد
وللعلم فإن هذا القائد نال جزاء أفعاله وبطشه برعية السلطان في مناطق أخرى من سوس وتمادى في شططه الى عهد السلطان مولاي سليمان العلوي، والذي بلغه ما قام به من ظلم وغي، فأمر باعتقاله ومحاكمته وسجنه بسجن الجزيرة المقابل في عرض البحر لمدينة الصويرة، وبقي فيه مسجونا منسيا الى أن وافته منيته بين جدرانه

وفي سنة 1789م نجد ذكر أكادير سيصيض في معاملة عقارية بين عائلتين بدوار بسيصيض نستفيد منها أنه كانت توجد مدارج جبلية من جنان بأغراسها وأشجارها من اللوز والتين والفواكه والصبار تحت صخرة الحصن وهو الجانب المسمى في الوثائق بظل الحصن أي غربه باللغة العربية، وهو أمالو أوكادير باللهجة المحلية التاشلحيتية

وفي سنة 1797م قدم الفقيه سيدي امحمد بن إبراهيم التملي لأمناء أكادير سيصيض نسخة بخط يده من الألواح المشتركة بين حصون جبال جزولة - انظر فصوله في لوح أكادير سيصيض

وفي سنة 1800م الشهيرة بعام الوباء، والذي عم جميع مناطق القطر السوسي وكافة أرجاء المغرب، تم تجديد وترميم بناء حصن أكادير سيصيض بعدما تعرض للنهب والتخريب بسبب المجاعة والحروب

وفي سنة 1847م ورد في أحد العقود المتعلقة بأكادير سيصيض أن أمين الحصن سيدي محمد بن امحمد الهبيل أذن له أحد أفراد دوار أسكار بالتصرف في حقوله بالزراحة والحرث مقابل حراسته وأداء حضار الأمين

وفي سنة 1906م تعيين امحمد بن احمد نيت احمد بني تليت أمينا لأكادير سيصيض

وفي نفس السنة 1906م فصل أمناء أكادير سيصيض خلافا بين عائلتين من سيصيض وبحضور الأمين في مجلسهم بداخل الحصن بحيث أمروا المتخاصمين بالحضور خلال ثلاثة أيام، وفي اليوم الموعود لم يحضر المدعى عليه وهو المتهم بسرقة وثائق من بيت الجماعة في الحصن وحرروا ضده محضرا بعدم الحضور لا هو ولا وكيله ولا من استعذر له

وفي سنة 1918م ولاستخلاص و اجبات الحضار اللازمة على أفراد القبيلة اجتمع أمناء أكادير سيصيض لتصفية الديون الواجبة على احدى العائلات بسيصيض لفائدة أوقاف المسجد والحصن، فاتفقـوا على بيع احدى غرف دار الملزمين، والواقعة بدوار سيصيض في الدروج بأسفل العريش، بثمن 10 ريال، وبعد اتمام اجراءات البيع سلموا مبلغ البيع لأمين الحصن ليصرفه في حاجيات الحصن من الأركان والسكر والشاي والشعير

------------------------------------------------
للمزيد من المعلومات الرجاء فتح المحور التالي
------------------------------------------------
تحرير : محمد زلماضي المزالي

------------------------------------
* * *

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire